شكرا مرزوق الغانم

قبل توجيه الشكر للسيد مرزوق الغانم لابد من التنويه إلى أن مرزوق ليس إلا أحد واجهات السلطة المتحالفة مع غرفة التجارة.

فهو قبل تبني السلطة لم يكن إلا نائباً عادياً فشل في إثبات حضوره السياسي في وجود شخصيات سياسية من الوزن الثقيل أمثال أحمد السعدون ومسلم البراك وفيصل المسلم – وعليه فإن انتقاد مرزوق الغانم هو بالضرورة انتقاد للسلطة في ثوبها الشعبي ، فالرجل جاء به مرسوم الصوت الواحد للرئاسة حين قاطعت القوى الوطنية الانتخابات النيابية إثر إبطال مجلس فبراير 2012، واستمر في منصب الرئاسة بفضل أصوات الحكومة حين أدركت السلطة سقوطه الحتمي في مجلس 2020 في مواجهة مرشح المعارضة بدر الحميدي.

أما لماذا نشكر مرزوق الغانم وهو الذي ارتضى لنفسه أن يكون أداة بيد السلطة لتمرير قوانينها المقيدة للحريات وغطاء لفسادها الذي أزكم الأنوف ووممارساتها غير الدستورية في إجهاض الاستجوابات ومدافعاً شرساً عن فشلها الذريع في إدارة الدولة، وعائقاً في وجه مساعي العفو عن المهجرين، وأخيراً شطب عضوية النائب بدر الداهوم والتعدي على الدستور واللائحة الداخلية، فللأسباب التالية:

١- لقد كشف مرزوق الغانم للشعب الكويتي مبكراً أسماء النواب الذين صوتوا له سراً في انتخابات الرئاسة وهم الذين كانوا يتدثرون بغطاء المعارضة في محاولة لخداع من أوصلهم إلى كرسي البرلمان.

٢- جعل رجل الشارع يلاحظ أن أصوات الوزارء المعينين (المتحالفة مع الأقلية البرلمانية التي يقودها مرزوق الغانم) رجحت على كفة أغلبية النواب المنتخبين مما أهدر الإرادة الشعبية في ثلاث استحقاقات حاسمة هي: التصويت على الرئاسة، ومقاطعة جلسة قسم الحكومة، وتأجيل استجوابات رئيس الوزراء (بما فيها المزمع تقديمها)، مما جعل خيار الحكومة البرلمانية المنتخبة خيارا شعبيا واقعيا.

٣- توحيد الجبهة الداخلية ضد فساد الحكومة حيث سقطت جميع التقسيمات المصطنعة التي خلقتها الحكومة (الطائفية و الفئوية و غيرها) لصرف أنظار الشعب عن الاصلاح السياسي الحتمي.

لقد ساهم انحياز مرزوق الفج للسلطة على حساب مصالح الشعب في خلق حالة وعي غير مسبوقة لدى الناخب الكويتي مما جعل خيار النظام البرلماني بديلاً منطقياً ومقنعاً باعتباره يمثل الإرادة الشعبية بشكل أكثر إنصافاً من النظام الحالي الذي تملك فيه الأقلية البرلمانية اليد العليا – بفضل أصوات الحكومة غير المنتخبة – التي همشت الأغلبية البرلمانية وجعلتها أصفاراً على الشمال.

لقد ساهم مرزوق ومن خلفه بخلق جيل جديد من المعارضة سواء على مستوى الطبقة السياسية أو على مستوى الشباب بل وحتى المراهقين الذين بات أكثرهم يعتبر أن الموقف الأخلاقي الصائب هو الوقوف في صف المعارضة وإن الدفاع عن الحكومة صار تهمة بحد ذاته.

شكراً مرزوق لأنك كنت سبباً في توحيد الجبهة الداخلية ضد فساد السلطة واستقطاب شرائح أخرى كانت في صف الحكومة – إلى مربع المعارضة وهو ما خلق حالة وعي سياسي غير مسبوقة سيكون لها نتائجها الحتمية على مستقبل هذا الوطن واجياله القادمة.

شاهد أيضاً

ما بعد الطوفان.. غزة تحرر العرب

إن تأثير حرب غزة 2023 (طوفان الأقصى) على الرأي العام العالمي قد فاق جميع التوقعات …

اترك تعليقاً