هل عاد الحراك للشارع الكويتي من جديد بعد ان خابت آمال الناس في المجلس الحالي الذي تحول الى ادارة علاقات عامة تابعة للحكومة وصار مجلس الامة بلا طعم ولا لون ولا رائحة، الا رائحة الفساد التي ازكمت الانوف؟
هل عاد الحراك رغم إقصاء الرموز السياسية ذات الوزن الثقيل، الذين حملتهم السلطة مسؤولية الحراك السابق، فانتقمت منهم اقصاءا و سجنا و تهجيرا ؟
لقد كانت استجابة الناس لدعوة النائب السابق صالح الملا للاعتصام بساحة الارادة كبيرة بحيث فاقت توقعات اكثر المعارضين تفاؤلا. كبيرة بحجم خيبة الامل بالسلطتين، او قل بالسلطة الواحدة، حيث لم يعد هناك سلطتان في الكويت بعد ان ابتلعت احداهما الاخرى.
نعم لقد عاد الحراك مجددا بعد سقوط حاجز الخوف من سحب الجناسي والملاحقات السياسية و السجن و التهجير. عاد لتهتف الجموع من جديد بسقوط رئيس الحكومة و رئيس المجلس، كما هتفت بسقوطهما عام ٢٠١١ . المشهد يتكرر مرة أخرى – رغم تغير اللاعبين – لأن الاسباب التي قادت لحراك ٢٠١١ مازالت قائمة، واللاعبين وان تغيرت وجوههم، لكن ادوارهم لم تتغير.
لقد عاد الحراك هذه المرة وهو اكثر وعيا لألاعيب السلطة التي مزقت النسيج الاجتماعي طوال السنوات الماضية. عاد حضريا قبل ان يكون قبليا ليسحب البساط من تحت اقدام العنصريين الذين وصموا الحراك السابق بالقبلية و زرعوا بذور الفتنة بين مكونات الشعب الواحد.
اليوم ادرك الحضري قبل القبلي والشيعي قبل السني أن المستفيد الوحيد من الصراع العبثي بين مكونات المجتمع الواحد هو تحالف المال و السلطة، الذي استنزف عشرات المليارات من اموال الشعب خلال سنوات قليلة. و ترك بلدا غنيا و صغيرا لا يتجاوز تعداده مليون و ربع نسمه يعاني من ازمات اقتصادية واجتماعية وتنموية نتيجة سوء الادارة و غياب الضمير.
نسأل الله ان يحفظ الله الكويت و شعبها من كل مكروه، و ان يول علينا خيارنا ويبعد عنا شرارنا.
شاهد أيضاً
ما بعد الطوفان.. غزة تحرر العرب
إن تأثير حرب غزة 2023 (طوفان الأقصى) على الرأي العام العالمي قد فاق جميع التوقعات …