هذه الانتخابات تختلف عن سابقاتها قي كون من يدير العملية الانتخابية حكومة ظاهرها الاصلاح و هي حكومة الشيخ أحمد النواف التي كسبت ثقة الشعب في وقت قصير من خلال بعض القرارات التي أقدمت عليها ولم تسبقها إليها حكومة آخرى. يأتي على رأس تلك القرارات الإصلاحية التصويت وفق قيود البطاقة المدنية للناخبين، وهو ماقضى على التلاعب في نقل الأصوات في مختلف الدوائر.
ان وجود حكومة كهذه، يصعب على المرشح انتقادها بصوت عال كما كانت عليه الحال في حكومات سابقة كانت ترعى الفساد والفاسدين.
لذلك فإن مهمة المرشح صارت صعبة في هذه الإنتخابات كما أن مهمة الناخب صارت أصعب. بالنسبة للمرشح لم يعد مقبولاً منه تكرار الإتهامات السابقة في وجه هذه الحكومة التي مازالت تفاجئنا بالقرارات الإصلاحية منذ تشكيلها، لذلك فهو مطالب بتقديم برنامج مقنع و بصوت هادئ لا يحتاج إلى الكثير من المهارات الخطابية. أمّا بالنسبة للناخب فهو مطالب ببذل جهد أكبر في اختيار المرشح الكفؤ لهذا المنصب الخطير الذي لا يكفيه أن يكون نظيف اليد بل يجب ان تجتمع فيه عدة خصال ليكون على قدر هذه المسؤولية الجسيمة.
لعل أهم المعايير التي يمكن أن تُعين الناخب على الاختيار في هذه الانتخابات هي:
أولاً: أن يكون المرشح محمود السيرة ويتمتع بكفاءة سياسية أو مهنية في أحد الجوانب التي تحتاج إليها البلاد في هذه المرحلة مثل التعليم والصحة والقانون والتنمية والإدارة والبيئة وغيرها.
ثانياً: أن يقدم حلولاً للمشاكل التي تعاني منها البلاد، أو ينتمي لتيار سياسي لديه هذه القدرة و سبق أن أعلن عنها.
ثالثاً: إذا كان نائباً سابقاً أو مسئولاً في أي جهاز حكومي ، أن لا يكون قد تورط بقضايا فساد أو كانت له مواقف ضد مصالح الشعب.
رابعاً: أن يكون بعيداً عن الطرح العنصري أو القبلي أو الطائفي، مقدما مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى.
هذه بعض المعايير التي أرجو أن تساعد الناخب على اتخاذ القرار الصواب الذي سينعكس بشكل مباشر على شؤونه الخاصة والعامة وبشكل الحياة السياسية للكويت في الأربع سنوات القادمة.
د.أحمد الذايدي