كورونا وإدارة الأزمة 1

الملف الصحي

كشفت جائحة كورونا عن عدد من القضايا الهامة ، بعضها تعاملت معها الحكومة بكفاءة عالية وبعضها مازالت بانتظار قرارات جريئة و أخرى أخفقت في ادارتها.
يعتبر الملف الصحي الملف الأهم الذي تتمحور حوله باقي الملفات الأخرى لارتباطه المباشر بالوباء باعتباره التحدي الأكبر الذي يواجه البلاد و العالم اجمع. و هنا لا يسعنا الا ان نحيي الحكومة على جهودها الرائعة في مواجهة هذه الجائحة.
و اخص بالشكر وزير الصحة د. باسل الصباح و جميع الفرق الطبية (من المواطنين و غير المواطنين) في الصفوف الأمامية الذين خاطروا بصحتهم و ضحوا بأوقاته و أسرهم حماية للمجتمع في هذا الوقت العصيب.
لقد استطاعت الحكومة ادارة هذا الملف بكفاءة مشهودة حتى اللحظة (رغم بعض الارتباك في الأيام الأولى نتيجة السماح للعائدين من ايران و مصر بدخول البلاد دون فحص طبي). لكن سرعان ما تداركت وزارة الصحة ذلك الخطأ وقامت بفحص الجميع وحجرت على من يشتبه باصابته بالوباء.
الا أنه و مع تقدم الأيام، أظهرت نتائج الفحص المعلنة من وزارة الصحة تزايد المصابين من العمال الأجانب، مقابل تناقص شديد في اصابات المواطنين، وهو مايشير لعدم وصول رسائل التوعية للجاليات الأجنبية مما يستدعي بذل المزيد من الجهد في توعية الجاليات الآسيوية الذين مازالوا في عهدتنا قانونيا و أخلاقيا، علاوة على خطورة تفشي الوباء بينهم على صحة المجتمع ككل.
لذلك فإن الحكومة مطالبة باتخاذ المزيد من الاجراءات الوقائية في مناطق تلك الجاليات، كإغلاق جميع المناطق الموبوءة (و هو ما تم بشكل جزئي) و اجراء فحص عشوائي في صفوف الجاليات، و ايداع المصابين في محاجر، و أخيرا تسهيل عودتهم إلى بلادهم.

د.أحمد الذايدي

شاهد أيضاً

ما بعد الطوفان.. غزة تحرر العرب

إن تأثير حرب غزة 2023 (طوفان الأقصى) على الرأي العام العالمي قد فاق جميع التوقعات …

اترك تعليقاً